في خطوة تاريخية لتعزيز القدرة التنافسية لدولة الإمارات العربية المتحدة كمركز استثماري عالمي، أصدر مجلس الوزراء الإماراتي القرار رقم 34 لعام 2025، والذي ينص على تقديم معاملة ضريبية تفضيلية للمستثمرين في صناديق الاستثمار المؤهلة. ويعكس هذا القرار الذي أعلنته وزارة المالية الإماراتية التزام الدولة بتشجيع الاستثمار الأجنبي والمحلي من خلال تقديم إطار تنظيمي وضريبي واضح وداعم.
الأحكام الرئيسية للقرار
يحدد قرار مجلس الوزراء العديد من الأحكام الهامة التي تهدف إلى تنظيم المعاملة الضريبية لصناديق الاستثمار القطرية:
الإعفاء الضريبي للشركات: يُعفى الدخل المكتسب من خلال صناديق الاستثمار القطرية من ضريبة الشركات، شريطة استيفاء شروط محددة.
حدود الحيازات العقارية: للتأهل للحصول على الإعفاء الضريبي، يجب ألا تتجاوز الحيازات العقارية لصندوق الاستثمار القطري 10% من إجمالي أصوله.
هيكل ملكية متنوع: يجب أن يحتفظ الصندوق بهيكل ملكية متنوع لمنع هيمنة مستثمر واحد أو مجموعة مستثمرين ذات صلة.
الامتثال وفترات السماح
لتسهيل الالتزام بهذه الأحكام، يتضمن القرار تدابير لاستيعاب الأموال الجديدة والقائمة:
فترة سماح للصناديق الجديدة: يتم منح الصناديق المنشأة حديثًا فترة عامين للامتثال لمتطلبات تنويع الملكية، مما يتيح لها الوقت لجذب قاعدة مستثمرين واسعة.
بدل الخرق المؤقت المسموح به: يُسمح للصناديق بخرق مؤقت لمتطلبات التنويع لمدة تصل إلى 90 يومًا سنويًا، شريطة ألا يكون الخرق بسبب تصفية الصندوق أو حله.
الآثار المترتبة على عدم الامتثال
يحدد القرار عواقب عدم الوفاء بالشروط المنصوص عليها:
الإخلال بتنويع الملكية: إذا أخفق الصندوق في الحفاظ على تنويع الملكية المطلوب، يتم إلغاء الإعفاء الضريبي فقط لحصة المستثمر غير الملتزم من الدخل، بافتراض استيفاء جميع الشروط الأخرى.
تجاوز حد الحيازات العقارية: في حالة تجاوز الحيازات العقارية للصندوق حد ال 10%، فإن 80% من الدخل المستمد من هذه الأصول سيصبح خاضعًا لضريبة الشركات
أحكام خاصة بصناديق الاستثمار العقاري (REITs)
يتناول القرار أيضًا المعاملة الضريبية لصناديق الاستثمار العقاري والكيانات المماثلة:
الإعفاء الضريبي الجزئي: تستفيد صناديق الاستثمار العقاري من الإعفاء الضريبي الجزئي، حيث تخضع 80% فقط من دخلها العقاري لضريبة الشركات. ويهدف هذا النهج إلى تحقيق التوازن بين الرقابة التنظيمية وإمكانية تحقيق عوائد جذابة.
تدابير تسهيل الاستثمار الأجنبي
ولزيادة تشجيع الاستثمار الأجنبي، يقدم القرار إجراءات امتثال مبسطة:
متطلبات التوزيع للمستثمرين الأجانب: يُطلب من المستثمرين الأجانب من الشركات الذين يوزعون ما لا يقل عن 80% من دخلهم في غضون تسعة أشهر بعد نهاية السنة المالية التسجيل لضريبة الشركات فقط وقت التوزيع. يعمل هذا الإجراء على تبسيط الامتثال وتقليل الأعباء الإدارية.
المعاملة الضريبية التمريرية للشراكات المحدودة
وانعكاسًا لأفضل الممارسات العالمية، ينص القرار على أن بعض الشراكات المحدودة مؤهلة للحصول على معاملة ضريبية شفافة أو تمريرية:
معاملة ضريبية شفافة: لا يتم فرض ضرائب على الشراكات المحدودة المؤهلة على مستوى الكيان؛ وبدلاً من ذلك، تنتقل الالتزامات الضريبية إلى الشركاء الأفراد، مما يضمن معاملة عادلة عبر هياكل الاستثمار المختلفة.
التداعيات الاستراتيجية
يعد هذا التطور التشريعي جزءًا من استراتيجية الإمارات العربية المتحدة الأوسع نطاقًا لتنويع اقتصادها وجذب رؤوس الأموال العالمية. ومن خلال تقديم الحوافز الضريبية وتوضيح المتطلبات التنظيمية، تهدف الإمارات العربية المتحدة إلى ترسيخ مكانتها كوجهة رائدة لصناديق الاستثمار والخدمات المالية.
بالنسبة لمديري الصناديق والمستثمرين، فإن فهم هذه اللوائح الجديدة والالتزام بها أمر بالغ الأهمية. يمكن أن يوفر التعامل مع خدمات التدقيق والاستشارات المهنية إرشادات قيّمة لضمان الامتثال وتحسين المزايا التي يوفرها هذا القرار.
في الختام، تمثل موافقة دولة الإمارات العربية المتحدة على الإعفاءات الضريبية لصناديق الاستثمار المؤهلة مبادرة استراتيجية لتعزيز المشهد الاستثماري في البلاد، وتعزيز التنوع الاقتصادي، وجذب رؤوس الأموال العالمية.
اتصل بخبراء AM Audit اليوم وتأكد من مواءمتك مع أحدث اللوائح.