الآثار الضريبية المترتبة على حملة دبي للاقتصاد الأخضر: ما تحتاج الشركات إلى معرفته

جدول المحتويات

يُعدّ إنشاء سلطة دبي للبيئة والتغير المناخي (DECCA) مؤخراً خطوة مهمة نحو مستقبل أكثر اخضراراً. وتضع هذه المبادرة، التي تتماشى مع خطة دبي للسنوات الـ33 (D33)، الإمارة في موقع الريادة العالمية في مجال التنمية المستدامة. ولكن ماذا يعني ذلك بالنسبة للشركات العاملة في دبي؟ مع التركيز على الاقتصادات الدائرية والخضراء، يبرز سؤال رئيسي: كيف ستتغير الآثار الضريبية على الشركات؟

ضريبة الكربون؟ إعفاءات ضريبية في الأفق للشركات الخضراء؟

الإجابة باختصار هي أن تفاصيل الحوافز الضريبية لم يتم الإعلان عنها رسمياً بعد. ومع ذلك، فإن إنشاء مجلس دبي للتطوير الاقتصادي والاجتماعي وتركيزه على زيادة مساهمة الاقتصاد الأخضر في الناتج المحلي الإجمالي لدبي يشير بقوة إلى التحولات الضريبية القادمة. إليك ما يمكن أن تتوقعه الشركات:

  • إعفاءات ضريبية محتملة للمبادرات الخضراء: قد تحصل الشركات التي تطبق ممارسات مستدامة مثل استخدام الطاقة المتجددة والحد من النفايات والحفاظ على المياه على إعفاءات ضريبية أو إعفاءات ضريبية. وقد أكدت قيادة دبي على أهمية التمويل الأخضر، مشيرة إلى المزايا الضريبية المحتملة للمؤسسات المالية التي تدعم المشاريع الخضراء.
  • المثبطات الضريبية للملوثين: في المقابل، قد تواجه الشركات التي تعتمد بشكل كبير على الممارسات غير المستدامة ضرائب أعلى. وقد يحفز ذلك على التحول نحو عمليات أنظف لتجنب العقوبات المالية.
  • ضريبة الكربون – هل هي احتمال مستقبلي؟ على الرغم من أن هذا الأمر غير مؤكد، إلا أن ارتفاع تسعير الكربون على مستوى العالم يشير إلى أن دبي قد تطبق في نهاية المطاف ضريبة الكربون. ومن شأن هذه الضريبة أن تستهدف الشركات على أساس انبعاثات الكربون، مما يشجع على التحول نحو التقنيات والعمليات الأنظف.

البقاء في الطليعة في مجال الضرائب الخضراء

بينما ننتظر التفاصيل المحددة، يمكن للشركات اتخاذ خطوات استباقية للاستعداد للمشهد الضريبي المتطور:

  • تبني الاستدامة للحصول على مزايا ضريبية: إن الاستثمار في التقنيات الخضراء وتحديثات كفاءة الطاقة وممارسات الإدارة المستدامة للنفايات لن يفيد البيئة فحسب، بل قد يؤدي أيضاً إلى مزايا ضريبية في المستقبل.
  • تتبع التطورات الضريبية الخضراء: راقب بانتظام الإعلانات الصادرة عن وزارة البيئة والمياه والبيئة والهيئات الحكومية ذات الصلة للبقاء على اطلاع دائم بالتغييرات في السياسة الضريبية المتعلقة بالاقتصاد الأخضر.
  • استشر خبراء الضرائب مثل AM Audit بشأن المبادرات الخضراء: إن طلب التوجيه من متخصصين ضريبيين مؤهلين متخصصين في الضرائب البيئية سيوفر للشركات مشورة مصممة خصيصًا بشأن التعامل مع البيئة الضريبية القادمة.

ما وراء الضرائب: الاقتصاد الأخضر يذهب إلى أبعد من ذلك

تمتد حملة الاقتصاد الأخضر إلى ما هو أبعد من الآثار الضريبية. وفيما يلي بعض العوامل الإضافية التي يجب على الشركات أخذها في الاعتبار:

  • تفضيلات المستهلكين والاستدامة: مع التركيز المتزايد على الاستدامة، يختار المستهلكون بشكل متزايد العلامات التجارية المسؤولة بيئيًا. ومن المرجح أن تتمتع الشركات التي تعطي الأولوية للاستدامة بميزة تنافسية.
  • اهتمام المستثمرين بالشركات الخضراء: تجذب الشركات الخضراء اهتماماً كبيراً من المستثمرين على مستوى العالم. فمن خلال اعتماد ممارسات صديقة للبيئة، يمكن للشركات أن تفتح فرصاً استثمارية جديدة.
  • التأهب للمستقبل باتباع نهج أخضر: إن تبني نهج أخضر يهيئ الشركات لتحقيق النجاح على المدى الطويل في عالم يركز بشكل متزايد على الاستدامة.

الضرائب البيئية في الإمارات العربية المتحدة: المشهد الحالي والمستقبل الأخضر

من المهم ملاحظة أنه لا توجد حالياً ضرائب بيئية مباشرة أو غير مباشرة في الإمارات العربية المتحدة. ومع ذلك، توجد ضريبة انتقائية تُفرض على سلع محددة عادةً ما تكون ضارة بصحة الإنسان أو البيئة. هذه القائمة ليست موسعة للغاية حتى الآن، وتشمل فقط المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة ومنتجات التبغ.

وعلى الرغم من أن المشهد الضريبي الحالي قد لا يحفز الممارسات الخضراء بشكل مباشر، إلا أن إنشاء مركز دبي للبيئة والتنمية المستدامة يشير إلى أن هذا قد يتغير في المستقبل. يجب أن تكون الشركات مستعدة للضرائب البيئية المحتملة أو التعديلات على هياكل الضرائب الحالية.

التقارير المالية والإفصاحات الخضراء

بالإضافة إلى الضرائب، يؤثر التركيز العالمي على الاستدامة على معايير إعداد التقارير المالية. وفي حين أن المعيار الدولي للإبلاغ المالي S1 يحدد الإطار العام للإفصاحات المالية المتعلقة بالاستدامة، ينبغي أن تكون الشركات على دراية بالمعيار الدولي للإبلاغ المالي S2: الإفصاحات المتعلقة بالمناخ. حيث يركز هذا المعيار المحدد على الإفصاح عن المخاطر والفرص المتعلقة بالمناخ، مكملاً النطاق الأوسع للمعيار الدولي للإبلاغ المالي S1. ومع استمرار تطور مشهد الإبلاغ عن الاستدامة، قد يتم وضع معايير إضافية خاصة بقطاعات محددة أو معايير خاصة بقضايا محددة، مما يتطلب إفصاحات أكثر شمولاً.

الخاتمة: مكسب للأعمال التجارية والاقتصاد الأخضر

يمثل توجه دبي نحو الاقتصاد الأخضر فرصةً مربحة لجميع الأطراف بالنسبة للشركات والبيئة. فمن خلال التكيّف الاستباقي مع هذا المشهد المتطور، يمكن للشركات تأمين المزايا الضريبية المستقبلية وجذب العملاء والمستثمرين المهتمين بالبيئة وضمان توافقها مع رؤية دبي لمستقبل مستدام.

إن البقاء على اطلاع، وتبني الممارسات الخضراء، والسعي للحصول على إرشادات مهنية هي خطوات أساسية يمكن للشركات اتخاذها للازدهار في عصر الاقتصاد الأخضر. ومع تكشّف التفاصيل المتعلقة بالحوافز الضريبية والتغييرات في السياسات، ستكون الشركات التي تُظهر التزاماً بالاستدامة في وضع جيد لتحقيق النجاح في مستقبل دبي الأكثر اخضراراً.