وتسلط الزيادة الأخيرة في إصدارات الصكوك، والتي وصلت إلى 91.9 مليار دولار في النصف الأول من عام 2024، الضوء على النمو الكبير في التمويل الإسلامي، مما يؤثر بشكل خاص على الشركات ومدققي الحسابات في دولة الإمارات العربية المتحدة. ويعد هذا الاتجاه حاسما بالنسبة للمؤسسات المالية والشركات المصدرة وشركات الاستثمار والهيئات التنظيمية والشركات الصغيرة والمتوسطة المشاركة في إصدار الصكوك أو التي تفكر فيها. إن فهم هذه الآثار يضمن الامتثال والاستفادة من فوائد تمويل الصكوك.
1. تعزيز التدقيق التنظيمي والامتثال
ومع النمو القوي في إصدار الصكوك، تعمل الهيئات التنظيمية في دولة الإمارات العربية المتحدة، مثل البنك المركزي الإماراتي وهيئة الأوراق المالية والسلع، على زيادة تدقيقها لضمان استقرار السوق وحماية المستثمرين. ويجب على الشركات المصدرة للصكوك الالتزام بمتطلبات الإفصاح الصارمة ومعايير الامتثال. ويتعين على المدققين التركيز على التحقق من الالتزام بهذه اللوائح، بما في ذلك اعتماد معايير هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية (AAOIFI).
يجب على الشركات إنشاء ضوابط داخلية قوية وأطر امتثال لتلبية المتطلبات التنظيمية. بالنسبة للمدققين، يعد تعزيز فهمهم لمعايير أيوفي أمرًا بالغ الأهمية لإجراء عمليات تدقيق شاملة للتحقق من الامتثال لهذه اللوائح المتطورة.
2. اعتماد معيار أيوفي رقم 62
قامت هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية (أيوفي) بإدخال المعيار رقم 62، والذي يؤثر بشكل كبير على المعالجة المحاسبية للصكوك. وينص هذا المعيار على نقل الملكية والمخاطر المتعلقة بالأصول الأساسية إلى حاملي الصكوك، مما يؤثر على كيفية هيكلة الصكوك وإصدارها.
ويجب على الشركات إعادة تقييم هياكل الصكوك الخاصة بها للتأكد من أنها تلبي المتطلبات الجديدة للملكية ونقل المخاطر. وينبغي للمدققين تحديث منهجياتهم لتقييم الامتثال للمعايير الجديدة، مع التركيز على التحقق من الأصول وتقييم المخاطر. وهذا يضمن التزام معاملات الصكوك بمبادئ الشريعة الإسلامية، مما يوفر تقارير مالية شفافة ودقيقة.
3. زيادة الحاجة إلى الشفافية المالية
ويتطلب الارتفاع في إصدار الصكوك قدرا أكبر من الشفافية المالية من جانب المصدرين. تعد التقارير المالية الشفافة أمرًا بالغ الأهمية لكسب ثقة المستثمرين وتلبية التوقعات التنظيمية.
يجب على الشركات تعزيز ممارساتها المتعلقة بإعداد التقارير المالية، وضمان الدقة والشفافية في إفصاحاتها. ويلعب المدققون دورًا حاسمًا في التحقق من دقة هذه التقارير وتوفير الضمانات لأصحاب المصلحة. ويتضمن ذلك عمليات تدقيق تفصيلية تشمل مراجعة العقود وآليات توزيع الأرباح والأصول الأساسية لضمان الامتثال للمعايير المالية والشريعة.
4. تأثير التغيرات في أسعار الفائدة
من المتوقع أن تؤثر التخفيضات المتوقعة في أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في ديسمبر 2024 على إصدار الصكوك المقومة بالعملة الأجنبية، مما قد يؤدي إلى ظروف اقتراض أكثر ملاءمة للشركات في دولة الإمارات العربية المتحدة.
ويجب على الشركات أن تظل مطلعة على اتجاهات أسعار الفائدة وأن تخطط لإصدارات الصكوك الخاصة بها وفقًا لذلك للاستفادة من ظروف السوق المواتية. ويتعين على المدققين تقييم تأثير تغيرات أسعار الفائدة على البيانات المالية وإفصاحات مصدري الصكوك، والتأكد من أن التأثيرات المالية تنعكس بدقة.
5. النمو في الصكوك المستدامة والخضراء
وقد أدى التركيز المتزايد على الاستدامة إلى ارتفاع إصدارات الصكوك المستدامة والخضراء. وتهدف هذه الأدوات إلى تمويل المشاريع الصديقة للبيئة وجذب شريحة متزايدة من المستثمرين المسؤولين اجتماعيا.
يجب على الشركات استكشاف الفرص المتاحة لإصدار صكوك مستدامة، ومواءمة مشاريعها مع معايير الحوكمة البيئية والاجتماعية (ESG). ويجب على المدققين تطوير خبراتهم في تدقيق الصكوك المستدامة، والتأكد من استخدام الأموال للأغراض المقصودة منها وامتثال الجهات المصدرة للمعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة. ويتضمن ذلك فهم المتطلبات المحددة للتمويل الأخضر وضمان إجراء عمليات تدقيق شاملة.
6. التقدم التكنولوجي في إصدار الصكوك
ويؤدي اعتماد التقنيات الرقمية، مثل سلسلة الكتل والترميز، إلى إحداث تحول في سوق الصكوك من خلال خفض تكاليف الإصدار وتعزيز أمن المعاملات.
يجب على الشركات الاستفادة من المنصات الرقمية لإصدار الصكوك لتبسيط العمليات وخفض التكاليف. ويحتاج المدققون إلى التعرف على هذه التقنيات لتدقيق معاملات الصكوك الرقمية بشكل فعال، مع التركيز على الأمن السيبراني والمخاطر التشغيلية. ويشمل ذلك فهم الآثار المترتبة على حفظ السجلات الرقمية وضمان سلامة البيانات المالية.
7. توسيع فرص السوق
ويعود النمو في إصدار الصكوك إلى ارتفاع احتياجات التمويل في دول التمويل الإسلامي الأساسية وبرامج التحول الاقتصادي المستمرة. وهذا يخلق فرصًا للشركات الإماراتية للاستفادة من أسواق ومصادر تمويل جديدة.
ويجب على الشركات تحديد واغتنام فرص السوق لإصدار الصكوك، لا سيما في القطاعات المتوافقة مع أهداف التحول الاقتصادي الوطني. يجب على المدققين دعم الشركات من خلال تقديم رؤى حول اتجاهات السوق وضمان سلامة إصدارات الصكوك. يتضمن ذلك إجراء تحليلات السوق وتقديم المشورة بشأن التخطيط المالي الاستراتيجي.
يوفر إصدار الصكوك المتزايد في دولة الإمارات العربية المتحدة فرصًا كبيرة للشركات ومدققي الحسابات. ومن خلال فهم ومعالجة الآثار المترتبة على التغييرات التنظيمية، واتجاهات أسعار الفائدة، والتقدم التكنولوجي، يمكن للشركات التنقل بفعالية في هذا السوق الديناميكي. ويلعب المدققون بدورهم دوراً حاسماً في ضمان الامتثال والشفافية، وبالتالي تعزيز الثقة والاستقرار في سوق الصكوك. يتيح البقاء على اطلاع واستباقية للشركات والمدققين الاستفادة من نمو التمويل الإسلامي والمساهمة في التنمية الاقتصادية لدولة الإمارات العربية المتحدة.